موضوع: الأهداف تقل .. الإثارة تضيع .. والمستوى متذبب الأربعاء نوفمبر 28, 2007 4:14 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
على الرغم من وفرة الأهداف المسجلة حتى الآن في الدوري السعودي الممتاز خلال الجولات الـ8 الماضية إلا أنها لم تلامس المعدلات التي كان عليها في الموسمين الماضيين.. سجل حتى الآن 128 هدفا في 44 مباراة (بمعدل 2.9 من الهدف في المباراة الواحدة) وهو أقل بـ(3 من الهدف عن الموسمين الماضيين).. انعكس هذا الأمر سلبا على المستوى الفني للدوري أغلب المباريات حتى وإن حفلت بالأهداف فهي تأتي دون مستوى فني لائق.. فيما يلي قراءة في قائمة الأهداف خلال المباريات الماضية من الموسم الحالي:
تناوب 67 لاعبا في تسجيل 128 هدفا هي حصيلة مباريات الدوري السعودي الممتاز الـ44 التي لعبت حتى الآن.. وتبدو القائمة متوزانة.. بسيطرة المهاجمين ولاعبي الوسط المهاجمين عليها.. فيما حضر المدافعون بشكل جيد.. أدى 36 مهاجما (36% من الهدافين حتى الآن) دورهم المطلوب منهم وهزوا الشباك.. مسجلين 67 هدفا (59% من الأهداف) فيما شارك 17 لاعبا من لاعبي الوسط في القائمة (25% من اللاعبين) مسجلين 30 هدفا (24% من الأهداف). فيما حضر 15مدافعا في قائمة الهدافين (22% من اللاعبين) مسجلين 22 هدفا (17% من الأهداف).
من سجل؟ اقتحم 68 لاعبا قائمة هدافي الموسم حتى الآن.. يتقدمهم لاعب وسط الاتحاد محمد بـ5 أهداف يليه 9 لاعبين سجل كل منهم 4 أهداف.. وهم مهاجما الهلال ياسر القحطاني وأحمد الصويلح ومهاجما الاتحاد روبرت بينيو والحسن كيتا مع مهاجم الاتفاق البرنس تاجو ومهاجم الوطني عيسى أبوقدعة ومهاجم القادسية أحمد الزوي إضافة لمدافع الأهلي الملغى عقده خالد بدرة. فيما سجل7 لاعبين 3 أهداف وهم لاعب وسط الشباب مانزيل مارتنيز مع لاعب وسط الهلال طارق التايب إضافة لمهاجم النصر سعد الحارثي والأهلي مالك معاذ ونجران الحسن اليامي والشباب ناصر الشمراني فيما سجل 15 لاعبا هدفين و36 لاعباً هدفاً واحداً. وسيطر اللاعبون السعوديون على قائمة الهدافين.. فكان 48 لاعبا (71%) سعوديين فيما كان 20 لاعبا فقط غير سعوديين (29%). وسجل اللاعبون السعوديون 86 هدفا (67%) فيما كانت أهداف اللاعبين غير السعوديين 42 هدفا فقط (33%).. ولكن بشكل إجمالي تراجعت نسبة الأهداف أقل عما كانت عليه في المواسم الماضية. بلغت نسبة الأهداف حتى الآن (2.9 من الهدف في المباراة الواحدة).. وهي أقل عما كانت عليه في الموسمين الماضيين.. فيما كان الموسم الماضي أقل من سابقه.. يبدو المعدل التهديفي في انحدار.. ففي موسم 1426 سجل في أول 44 مباراة منه 150 هدفا (3,4 من الهدف في المباراة الواحدة) فما تراجع الرقم قليلا في موسم 1427 ليصل لـ140 هدفا في الجولات الـ8 الأولى (3.2 من الهدف في المباراة الواحدة) ليتراجع الرقم أكثر هذا الموسم ويصل لـ128 هدفا فقط. انتهى الدور التمهيدي لموسم 1426 بـ398 هدفا في الدور التمهيدي (3.26 هدفا في المباراة الواحدة) بينما انتهى الرقم في الدوري التمهيدي لموسم 1427 لـ389 هدفا بفارق 11 هدفا أقل.. (ومعدل 3.18 من الهدف في المباراة الواحدة).. ومن المرجح أن يتراجع التهديف أكثر خلال هذا الموسم أيضا.. ليكون أحد أقل المواسم تهديفاً منذ 5 سنوات.
مستوى أقل انعكس التراجع التهديفي بشكل سلبي على المستوى الفني للمباريات.. وسيكون الأمر أكثر سوءا مع تأجيل اللجنة الفنية للاتحاد العربي السعودي للجولات الثلاث الأكثر إثارة بسبب مشاركة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في دورة الألعاب العربية التي اختتمت قبل يومين في مصر.. وسيبدأ الدوري مباشرة بالجولة الحادية عشرة قبل أن يعود للجولة الثانية عشرة.. وهي المباريات نفسها التي شهدها الدوري حتى الآن.. الفارق الوحيد هو تبديل أماكن المباريات فقط. يقول المدرب الوطني عبدالعزيــز العــودة: «الأهداف هي المؤشر الحقيقي للمستوى.. ارتفاع نسبة الأهداف تنعكس إيجابا على المستوى الفني ومدى قدرة الفرق على جعل المباريات أكثر قوة وإثارة.. فمباراة تنتهي 2ـ2 بالتأكيد هي أكثر إثارة من مباراة تنتهي بالتعادل السلبي.. والعكس صحيح أيضا.. انخفاض معدل التهديف وتراجعه يؤثر على مستوى المباريات الفني أيضا.. فالأهداف مقياس حقيقي للمستوى الفني للدوري».. بيد أن العودة لا يعتبر التراجع خطيرا ويضيف: «هو فعلا تراجع ولكن ليس خطيرا.. الفارق بين الموسم الحالي والموسم الماضي 12 هدفا فقط وعما قبله 22.. هو ليس بالأمر المقلق ولكنه يعطي دلالة على انخفاض المستوى خصوصا وأنه يحدث للعام الثاني على التوالي».. ويتابع: «باتت المستويات متقاربة بين الآندية.. لم يعد هناك فرق ضعيفة للغاية وأيضا تميل غالبية الأندية للجوانب الدفاعية وخطط تأمين الدفاع وهذا الأمر قلل من فرص المهاجمين في تسجيل الأهداف كما أن الصاعدين حديثا للممتاز الوطني ونجران لم يظهرا كفريقين ضعيفين تتلقى شباكهما الأهداف بل على العكس تماما ظهرا كندين قويين للفرق الكبيرة وتفوقوا على فرق أكثر خبرة منهم في الدوري الممتاز ولم تكن شباكهما سركاً للأهداف كما هو المعتاد من الصاعدين للممتاز حديثا». ويشير العودة إلى عملية الإحصاء في إهدار الفرص مع التسجيل ويقول: «عملية حصر الفرص المهدرة تعطي أيضا مؤشراً عن القوة.. ففي الدوري البرازيلي هناك إحصائية تقول إن اللاعب يسجل 3 أهداف من 5 فرص محققة وهذا يختلف عن لاعب يسجل 3 أهداف من 10 فرص محققة للتسجيل.. ليس لدينا إحصائية عن الدوري السعودي ولكني أعتقد أن إهدار الفرص كبير.. المطلوب الآن هو قياس التسجيل بناء على الفرص المحققة لذلك». مشكلة هدافين يعتقد المشرف على كرة القدم بنادي الشباب خالد المعجل أن سبب تراجع مستوى التهديف في الدوري يعود إلى قلة الهدافين الحقيقيين الذي يسجلون من أنصاف الفرص ويقول: «هناك أزمة هدافين.. غالبية الأندية لا تملك هدافين يسجلون من أنصاف الفرص بل إن لاعبيهم يهدرون فرصا محققة للتسجيل».. ويضيف: «من أجل ذلك تركز غالبية الفرق حاليا ومنها الشباب في البحث عن لاعبين هدافين غير سعوديين لسد هذه الثغرة.. المشكلة كما أن هناك نقصا في اللاعبين الهدافين هناك نقص أيضا في صانعي اللعب الحقيقيين الذي يجهزون الكرات المواتية للتسجيل للمهاجمين.. هم الآن يعدون على أصابع اليد في الدوري السعودي.. وعموما على مستوى العالم يظل اللاعب الهداف وصانع اللعب عمله نادرة. هداف الدوري الآن لاعب وسط».. ويتابع: «نملك مهاجمين على مستوى عال في المنتخب.. لا أقلل من قدرات ياسر القحطاني أو مالك معاذ أو سعد الحارثي وحتى صالح بشير فهم هدافون جيدون ولكن اللاعب ربما لا يكون مهيأ للتسجيل في كل وقت.. ربما يخونه التوفيق في فترات كثيرة.. لهذا المشكلة الأساسية لدينا هي في رؤوس الحربة.. هذا هو الأساس.. إذا كان لديك لاعب هداف جيد فسوف يتحسن مستوى الفريق ويسجل الأهداف.. وإذا لم تكن تملكه فستهدر الفرص». إلا أن المعجل لا يعتقد أن هناك مشكلة حقيقية في المستوى الفني للدوري حتى مع انخفاض مستوى التسجيل ويقول:«كما نشاهد مباريات متوسطة المستوى نشاهد مباريات مثيرة وقوية .. الأهم في نظري هو أن الفرق أصبحت قوية ومتقاربة المستوى.. فالفرق الصاعدة للممتاز باتت قوية.. والدليل أن الوطني الصاعد هذا العام من دوري الدرجة الأولى للدوري الممتاز هو الآن ثاني الترتيب العام.. لم يعد هناك فوارق فنية كبيرة بين الفرق الآن.. وهذا الأمر يقلل من فرص التسجيل كثيراً».
مشكلة أكبر يرجع المــدرب الوطنـــي خليل المصري قلة الأهداف في الدوري إلى نقص المواهب الهجومية وإلى الخطط الدفاعية المبالغ فيها من قبل المدربين.. ويقول: «هناك عدة أسباب وراء تراجع معدل الأهداف هذا الموسم.. الأول وهو الأهم في نظري مبالغة المدربين في الخطط الدفاعية واللعب الحذر.. المدربون باتوا يلعبون بطريقة دفاعية أكثر من المطلوب وهذا الأمر صعب من مهمة المهاجمين.. التحفظ الدفاعي جعل أغلب المباريات قليلة الأهداف.. والأمر الثاني هو قلة صانعي اللعب الحقيقيين الذي يوفرون الفرص المحققة للتسجيل للمهاجمين.. هناك ندرة في توفر صانعي اللعب الجيدين.. وزاد من صعوبة الأمر ضعف المهاجمين.. لم يعد هناك مهاجمون خطرون في الأندية وبالذات في اللاعبين السعوديين». ويتابع: «بات اللاعب الهداف عمله نادرة.. هم يعدون على أصابع اليد الواحدة الآن.. والسبب هو عدم الاهتمام باللاعبين من البداية.. هناك أخطاء كبيرة في التدريب تجعل من اللاعب الهداف لاعبا ضعيف الموهبة». ويعترف المصري بضعف المستوى الفني للدوري في أغلب المباريات ويضيف: ربما لا نستطيع الحكم على كل مباريات الدوري ولكن هو في الغالب ضعيف فنيا.. المباريات الجيدة هي قليلة نوعا ما.. فأكثر المباريات هي دون المستوى المأمول.. الدوري في أغلب فتراته متذبذب المستوى بشكل كبير وفي الغالب المباريات ضعيفة فنيا.. والحل في نظري هو أن يكون هناك اهتمام أكبر باللاعبين الصغار.. هناك قلة في المواهب ولابد من علاج هذا الأمر بشكل جيد حتى لا نجد أنفسنا دون هدافين حقيقيين.